الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة طارق قدادة (مالك قناة حنبعل) يتحدث عن التونسية والنهضة وبن غربية

نشر في  26 مارس 2014  (12:28)

لن أوظف الخط التحريري للقناة لخدمة أي جهة سياسية

الـمنافسة مـع قناة التونسية غير شريفة

 

طارق قدادة رجل أعمال فلسطيني مولود في السعودية، درس هندسة الاتصالات في هولندا، اسم خلّف أكثر من نقطة استفهام منذ تحوّله إلى تونس بهدف الاستثمار فيها وخاصّة منذ امتلاكه للنصيب الأسد من أسهم قناة حنبعل، حيث كثر الحديث عنه،  عن أصله،  عن الجهات التي تقف وراءه، وعن الهدف من وراء اقتحامه عالم الإعلام كما تساءلت عديد الأطراف عن سرّالتغييرات التي أقحمت على قناة سكرة، وتحدث آخرون عن سعي  المالك الجديد لإقصاء الوجوه القديمة لقناة حنبعل...
ووسط كل هذا الكمّ الهائل من الغموض، التزم قدادة الصمت وانكبّ على تقديم برامج ووجوه جديدة.. لكن الأقاويل لم تتوقف، وهو مادفع بأخبار الجهورية الى حمل مجموعة من التساؤلات  ونقاط الاستفهام الى هذا المالك الجديد للبحث عن اجابة قد تشفي غليل البعض..
لقاءنا معه كان شاملا تحدثنا فيه معه عن الأخبار التي راجت مؤخّرا عن قناة حنبعل وعن علاقة صاحب القناة بفريقه الإعلامي، كما تطرّقنا الى الحديث عن القنوات المنافسة ولم يخل الحوار من الحديث عن السياسة...
أنت رجل أعمال، لماذا خيّرت الاستثمار في الإعلام؟
ـ هذا غير صحيح، فأنا لم أستثمر في مجال الإعلام فقط، بل لي نشاطات أخرى، حيث اني زرت تونس بعد الثورة صحبة مجموعة من رجال الأعمال السعوديين وبدعوة من الرئاسة التونسية، عرض علينا مجموعة من المشاريع من بينها مشاريع في مجال الاسمنت والتطوير العقاري والبنوك وبحكم تجربتي في هذه المجالات وافقت على الاستثمار فيها، ونحن الآن في طور التوقيع على مشروع الاسمنت وفي الخطوات الأخيرة من مشروع عقاري ضخم يقدّر بـ11مليون متر في مدنين مع العلم انّ هذا المشروع سيشغّل قرابة 15 ألف يد عاملة.
وسط كل هذه المشاريع كيف دخلت قناة حنبعل على الخطّ؟
ـ في الواقع لقد اقترح على مجموعة من رجال الأعمال مشروع الاستثمار في قناة حنبعل، وبناء  على تجربتي في هذا المجال حيث أنّي قمت بتطوير احدى القنوات في السّعودية، اضافة الى انجازات أخرى في مجال الإعلام  اتحدت الأفكار واتجهت النيّة الى شراء أسهم في قناة حنبعل بمعنى انّ دخول هذه القناة كان علي اثر فرصة أتيحت لي ناهيك عن اسم قناة حنبعل.
لاحظنا كما لاحظ المشاهد التونسي قيامك بتغييرات جذرية في برمجة القناة، فعن ماذا يبحث طارق قدادة؟
ـ من الطبيعي جدا ان أقوم بتغييرات فأيّ مستثمر يتسلّم مشروعا يقوم بتغيير أسسه وهياكله ويقدّم رؤيته الخاصّة الى هذا المشروع، وبخصوص قناة حنبعل نحن قمنا بمهمّة صعبة، وهي تركيز الهياكل القديمة مع السعي الى تطويرها وتحسينها وتقديم الإضافة. عموما منذ دخولي قناة حنبعل لم أتخلّ عن أيّ عنصر فيها، فبإمساكي بزمام الأمور كانت القناة تشغّل 31٨ عاملا واليوم صار العدد 35٨ عاملا.
لكن الإعلامي فوزي جراد غادر القناة؟
ـ فوزي جراد «استقالوه»، بمعني انّي لم أقله ولم يقدّم هو الآخر استقالته عن طواعية بل وقع التغرير به من داخل القناة، فقدّم استقالته، مع العلم انّي صرّحت سابقا انّ فوزي جراد هو أحسن مقدّم برامج وإعلامي.. أمّا بخصوص سؤالك حول عن ماذا أبحث فأفيدك اني صاحب رسالة وهي انّ المستقبل في تونس زاهر ومشرق ونحن كواجهات إعلامية مطالبون اليوم بتقديم الأمل الى الشعب التونسي وحثّه على العمل، رغم انّ البعض يعيب عليّ انّي لست تونسيا واتحدث باسم تونس،  لهؤلاء أقول انّي أحبّ تونس واستثمر في بلد يهمّني كثيرا نجاحه خصوصا من الناحية الاقتصادية.
بمجرّد دخولك قناة حنبعل ما الذي نال رضاك وما الذي لم يعجبك وتسعى إلى تغييره؟
ـ صدقا، أعجبت ببصمة العربي نصرة في قناة حنبعل وخاصّة تقديمه لمشروع صعب في وقت صعب، ولا ننسى انّ قناة حنبعل كانت أول قناة خاصّة في عهد التضييق على حرية الإعلام ورغم ذلك استطاع من خلال بعض البرامج طرح قضايا تعتبر محظورة نوعا ما، خاصّة من خلال برنامج «بالمكشوف»، اضافة الى انّ قناة حنبعل تعتبر مدرسة تخرّج منها جلّ نجوم الإعلام في تونس أما بخصوص ما لم يعجبني في القناة فهو الخوف، وأقصد خوف فريق حنبعل من التغيير وأنا استغلّ هذه الفرصة لأبعث لهم برسالة طمأنة وهي انّ الشركاء الجدد في قناة حنبعل كلّهم حريصون على عدم قطع رزق اي موظف داخل القناة،  ومن الأمور الأخرى التي لم تعجبني هي وضعيّة القناة من ناحية نسب المشاهدة. ولكن الحمد لله استطعت بفضل مجهودات عدة أطراف ان نتقدّم بالقناة ونحتل مراتب متقدمة في نتائج سبر الآراء، اضافة الى انّ البرنامج الوحيد الذي لم يتلق ايّ نقد هو برنامج «أرزاق»..
ماذا لو حدثتنا عن فكرة هذا البرنامج؟
 البرنامج ـ في نظري ـ هو ما تحتاجه تونس في الوقت الراهن وهو الاستثمار في المشاريع الصّغيرة ومساعدة رجال الأعمال لضعاف الحال، كما انّ برنامج «أرزاق» هو وسيلة من وسائل مكافحة الارهاب والفساد، لأنه وببساطة للقضاء على الارهاب لابدّ في  مرحلة أولى من اجتثاثه وفي مرحلة ثانية أن نقوم بالتنمية وهذا ما نسعى اليه، حيث اننا سندعم ماديا ومعنويا 30 مشروعا واكثر من 15 ألف شخص سيستفيدون من هذه الدورة من برنامج «أرزاق» وهنا أدعو رجال الأعمال الى دعم هذ الفكرة.
هل حقا يسعى طارق قدادة الى اقصاء وتجميد الوجوه القديمة في قناة حنبعل؟
ـ  هذا غير صحيح، لأنّ الوجوه القديمة  لا تحتاج الى دعمي، بل أنا أعوّل عليهم لإيصال خبراتهم الى الجيل الجديد، من جهة أخرى أفيدكم أنّه من الجنون على سبيل المثال ايقاف برنامج «المسامح كريم» أو السعي الى تعطيله لأنّه أنجح برنامج موجود في الساحة الإعلامية.
إذن لماذا تأخرت عودة «المسامح كريم»؟
ـ لأسباب إداريّة بحتة، حيث انّي اتفقت مع شركة خاصّة لتسليم الديكور الجديد للبرنامج يوم 7 فيفري، لكن ايادي داخلية سعت للإيقاع بيني وبين عبد الرزاق الشابي،  حيث تمّ تأخير موعد تسليم الديكور الجديد وبالتالي تعطيل البرنامج، لم أكن أنا من يقف وراء التأخير الحاصل.. عموما انا تواصلت مع عبد الرزاق وشرحت له كل الحيثيات واعلمته اني الخاسر الوحيد بتعطيل برنامجه وسويّ الاشكال بيننا مع العلم اني عاقبت المسؤول عن هذه «اللخبطة» وان شاء الله سيعود المسامح كريم يوم الخميس 27 مارس بديكور جديد.
وماذا عن الأخبار القائلة بوجود ضغوطات سلطت عليك من أجل إعادة برنامج «الحقيقة» الى إيمان مداحي؟
ـ إيمان المداحي هي من أعمدة القناة، وأنا سبق ان صرّحت خلال عيد ميلاد القناة انّ البرنامج سيعود وعلى طريقة المباشر وبالتالي هذا ما أحاسب عنه،اما ما يقال فهو مجرّد اشاعات وكل ما في الأمر اني كنت خارج تونس حين راج خبر سحب برنامج «الحقيقة» وبعودتي وضحت كل الموضوع وسيعود البرنامج اليوم الاربعاء 26 مارس بديكور جديد وبحضور جمهور وبأكثر جرأة..
برنامج «بلا مجاملة» كان من أول ضحاياك ما هو تعليقك؟
ـ لعلمكم انّ برنامج «بلا مجاملة» توقّف قبل ان استلم انا ادارة القناة، وأفيدكم انّ «بلا مجاملة» سيعود وبثوب جديد، لكن ليس خلال هذه البرمجة،  بل على الأرجح ستكون عودته مع شهر رمضان القادم، من جهة أخرى أفيدكم انّ عدم التنسيق مع فريق البرنامج هو أحد أهمّ الأسباب وراء هذا التأخير، حيث انّي والى حدّ هذه اللحظة لم ألتق بمقدّم البرنامج «وليد الزراع»، اذن كيف أبثّ برنامجا وأنا لا أعرف حتى مقدّمه..
يقال انّ الجمال هو الذي يتحكّم في قناة حنبعل حاليا؟
ـ أشكرك على هذا السؤال، الله جميل ويحبّ الجمال، لكن فلنقم بعملية حسابية بسيطة، ففي حنبعل يوجد أكثر من مقدّم برامج وسيم.. انطلاقا من عبد الرزاق الشابي وهيثم الراشدي وشاكر ولبيب ومنير.
هؤلاء يحسبون على الإدارة القديمة، نحن نتحدّث عن الجيل الجديد؟
ـ عفا ف الغربي ابنة قناة حنبعل وعودتها كانت بناء على نصيحة من العربي نصرة،  وهنا أشير الى أنّي لا أرفض أي طلب له.. أما ايناس بن علي فمن الطبيعي أن تأخذ فرصتها خاصة انّها حقّقت نجاحا مهمّا في قناة «تونسنا» كما انّها استطاعت خلال أربع حلقات ان تحقق نسب ماشهدة جيّدة جدا.. درّة هي الأخرى من الشباب الذي وجب علينا تشجيعهم،  كما انّ امكاناتها جيّدة جدا.. وهي من الوجوه التي تتقبّلها الكاميرا..  عدنان الشواشي هو الآخر طموح، عموما الكفاءة هي التي تتحكّم في قناة حنبعل لا الجمال. 
ماذا وراء تجميدك لمهامّ مديرالقناة فوزي عزالدين؟
ـ خبر كاذب
هل من الممكن أن نرى وجوها إعلامية عربية من خارج تونس في قناة حنبعل؟
ـ بالفعل، يجري حاليا التفاوض مع بعض الوجوه العربية الكبيرة، على غرار عبد الباري عطوان وكوثر البشراوي.. حيث من المنتظر أن ألتقي بهما الأسبوع القادم في لندن للتفاوض معهما.
هل من تعليق حول محتوى كراس شروط الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات؟
ـ ليس لي الحقّ أن أنتقد نظام «الهايكا» سواء كنت راضيا عنه أم لا... لأنه وكما يقال «أهل مكّة أدرى بشعابها»، وأهل تونس هم الذين يقرّرون،  وأنا ليس سوى احترام البلد الذي يستضيفني واحترام قوانينه ونظامه، وبناء على ذلك ونظرا الى انّ «الهايكا» منعت ان تكون ايّ قناة تلفزية تحت ادارة شخص أجنبي فأريد توضيح مسألة مهمّة وهي انّ الشركة التي تملك حقوق البثّ هي تحت ادارة السيد فوزي عز الدين.. اضافة الى انّ شركة AVIP للانتاج فسأسلم ادارتها العامّة الى تونسيين وذلك لإيماني بضرورة تطبيق النظام، اما انا فسأشرف على الإدارة العامّة نظرا الى انّ أموالي موجودة بالقناة.
هل حقّا يخضع الخطّ التحريري الجديد لقناة حنبعل لتوجّهات حركة النهضة؟
ـ علاقتي جيّدة مع كلّ الأطراف السياسية في تونس، لكني لن أوظّف القناة لخدمة أيّ جهة سياسية معارضة كانت أو حكومة، حيث ان الخط التحريري لقناة حنبعل اجتماعي بحت.
لكن سبق أن التقيت بكلّ من راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي؟
ـ هذا صحيح، لقد سبق ان التقيتهما كما افيدكم انّي صديق لحمة الهمامي ولسهام بادي وعدنان منصر وعماد الدايمي.. وكلّ من يقول انّ القناة تخدم جهة سياسية معيّنة ما عليه سوى اثبات ذلك بالأدلّة.
وماذا عن علاقتك بالأخوين القروي، وماذا وراء تردّد نبيل القروي على مقرّ قناة حنبعل؟
ـ أنا أحبّ الأخوين القروي وتجمعني بهما علاقة صداقة، فأنا أبحث عن العمل في بحر أزرق حيث يتعايش الجميع مع بعضهم البعض ولا أحبّ البحر الأحمر حيث تتصارع الحيتان فيه.. من جهة أخرى أفيدكم انّ قناة نسمة هي القناة الخاصّة الوحيدة التي أعترف بها.
صراحة، هل أنت متضايق من نجاح قناة التونسية؟
ـ لو تحدّثت عن الالتزامات التي أتحمّلها ولا تتحمّلها قناة التونسية سأدخل في إطار المنافسة غير الشريفة.
على غرار ماذا؟
ـ أبسط الأشياء، ان استوديوهات التصوير التي تعتمدها قناة التونسة هي ملك للشعب التونسي، وشخصيا أنا مستعدّ لتأجير هذه الاستوديوهات في اطار عرض قانوني او اقتناءها لانها من أفضل الاستوديوهات في العالم، هذا أوّل باب يخول لي الحديث عن منافسة غير شريفة.. من جهة اخرى انا ادفع الأموال لديوان الارسال الإذاعي والتلفزي، اضافة الى الأقمار الصناعية،  في المقابل هم ليسوا ملزمين بكل هذه المصاريف كما انّي ملتزم بالنظام التونسي في حين هم في غنى عنه، من جهة اخرى هم يتمتّعون بالاشهار  رغم ان التونسية ليست قناة تونسية وغير مرخّص لها.
لكن محتوي برامج هذه القناة متفوّق جدا على بقية القنوات؟
ـ هي برامج منسوخة.. لا توجد افكار،  حتى الديكور منسوخ من قنوات أخرى، من جهتي أنا احترم المشاهد واحترم ذكاءه ولا أقدم له برامجا منسوخة، وان كنتم تتحدّثون عن الإثارة والضجّة الإعلامية فهذا أمر سهل وبإمكان ايّ شخص فعله بدليل انّي حقّقت ضجّة اعلاميّة بمجرّد استضافتي لراقصة...
من مِن الإعلاميين تتمنّى التحاقه بقناة حنبعل؟
ـ لا أخفي سرّا انّي تفاوضت مع الإعلامي معز بن غربية ومن لا يتمنّى ان يلتحق بن غربية بقناته،  وقدّمت له عرضا مغريا ومازال العرض قائما اضافة الى تفاوضي مع سمير الوافي.. في المقابل كان هناك اتفاق شفوي مع الياس الغربي لكن وقع التغرير به من داخل قناة حنبعل ـ أقصد ـ وعدل عن الاتفاق،  وأنا هنا أستغرب كيف لنجوم مثل الياس الغربي وفوزي جراد ان يسمحا بأن يقع التغرير بهما، ختاما أقول انّ نصيحتي لهؤلاء هي امتطاء قطار له نقطة وصول وليس قطارا وجهته غير معلومة.
بلغنا انه وقع الاتفاق مع الإعلامي عادل بوهلال للالتحاق بقناة حنبعل وتقديم برنامج فنّي سياسي فما الذي حصل؟
ـ لقد التقيت بعادل بوهلال في عيد ميلاد حنبعل،  واتفقنا آنذاك على لقاء لمناقشة فكرة عودته الى القناة، لكنّ سفري في تلك الفترة حال دون لقائي به، لكن ما أؤكّده انّي سأتواصل معه وسيكون لي لقاء قريب به...


حاورته: سناء الماجري